حاول القرشيون في مكة قدر استطاعتهم أن يمنعوا رسول الله r وأصحابه من دخول مكة لأداء العمرة، وقد دار بين الجانبين مفاوضات كثيرة، وانتهت تلك المفاوضات بإرسال رسول الله r عثمان بن عفان t سفيرًا للمسلمين إلى قريش للتفاوض معهم في أمر دخول المسلمين إلى مكة للعمرة.
وكما علمنا فقد كان موقف قريش -برغم اعتزازها بالكثرة والقوة- شديدَ الضعف تجاه مطلب المسلمين، وقد وقفت قريش حائرة تُقدِّم رِجلاً وتؤخِّر أخرى، وترسل الوسطاء الواحد تلو الآخر، وما استطاعت أن تأخذ قرارًا بحرب المسلمين، مع علمهم أن الرسول r وأصحابه لم يكونوا يحملون غير سلاح المسافر، وليس معهم عُدَّة حرب.
ومع كل هذه المفارقات بين قوة المسلمين وقوة المشركين، إلا أن المشركين حرصوا تمام الحرص على إتمام الصلح بينهم وبين المسلمين، وتجنبوا تمامًا أمر القتال، وقرار الصلح هذا لم يكن بسهل ولا يسير على قريش، وقد أخذ منها الوقت والجهد الكثير واليوم بعد اليوم، وما زال عثمان بن عفان t في داخل مكة ينتظره.
والباقي قريب هازا فقط الجزء الاول